حكم استخدام الحلاوة للمنطقة الحساسة
هل يجوز للمرأة أن تزيل شعر العانة بالحلاوة ؟
نص الجواب رقم الفتوى 6846 16-اغسطس-2009
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
أما بعد.. الأخ السائل : هداك الله لما يحبه ويرضاه ، والعانة هي الشعر النابت على القبل والدبر وحولهما. وحلق العانة من سنن الفطرة التي وردت في الحديث الشريف الذي رواه البخاري وغيره عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مِنْ الْفِطْرَةِ حَلْقُ الْعَانَةِ وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ وَقَصُّ الشَّارِبِ). والذي ورد في النصوص بهذا الأمر " حلق العانة ، ونتف الإبط " ، فالأفضل في الإبط الـنَّتْف ، وفي العانة الْحَلْق . ومع ذلك فقد نَصَّ الفقهاء على كراهة نتف العانة لما يترتب عليه من الضرر والإيذاء الحاصل بألم النتف ، كما أنه يُرخي الفرج ويبطل منافعه ، فإن منطقة الفرج منطقة حساسة ، وهي من مجامع الأعصاب في البدن ، ونتف الشعر فيها يؤذي المحل ويُضعف طاقته ويُعطِّل منفعته، ولهذا أرشد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحلق لا النتف . قال الإمام النفراوي المالكي رحمه الله في الفواكه الدواني: الْعَانَةِ وَهِيَ مَا فَوْقَ الْعَسِيبِ وَالْفَرْجِ وَمَا بَيْنَ الدُّبُرِ وَالْأُنْثَيَيْنِ وَهُوَ سُنَّةٌ لِلرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، وَالْمُرَادُ بِالْحَلْقِ الْإِزَالَةُ بِغَيْرِ النَّتْفِ فَيَشْتَمِلُ الْإِزَالَةَ بِالنُّورَةِ وَبِالْحَلْقِ وَهُوَ الْأَحْسَنُ وَلَوْ فِي حَقِّ النِّسَاءِ، وَيُكْرَهُ إزَالَةُ شَعْرِ الْعَانَةِ بِالنَّتْفِ لِلرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ لِأَنَّهُ يُرْخِي الْمَحَلَّ وَيُؤْذِي الرَّجُلَ كَمَا أَخْبَرَ بِذَلِكَ بَعْضُ الْأَطِبَّاءِ. اهـ وقال القاضي ابن العربي المالكي رحمه الله في أحكام القرآن: وَأَهْلُ مِصْرَ يَنْتِفُونَ شَعْرَ الْعَانَةِ ، وَهُوَ مِنْهُ ؛ فَإِنَّ السُّنَّةَ حَلْقُ الْعَانَةِ وَنَتْفُ الْإِبْطِ ، فَأَمَّا نَتْفُ الْفَرْجِ فَإِنَّهُ يُرْخِيهِ وَيُؤْذِيهِ وَيُبْطِلُ كَثِيرًا مِنْ الْمَنْفَعَةِ فِيهِ . اهـ . كما أنه يكره تنزيهاً استخدام الطعام في إزالة شعر العانة على المعتمد من مذهب السادة المالكية ، والمعروف أن الحلاوة منصنوعة من السكر والماء ، والسكر نوع من أنواع الطعام. قال الشيخ النفراوي المالكي رحمه الله في الفواكه الدواني: وَكُرِهَ غَسْلُ الْيَدِ بِالطَّعَامِ) كَالدَّقِيقِ ( أَوْ بِشَيْءٍ مِنْ الْقَطَانِيِّ ) كَدِقَاقِ التُّرْمُسِ عِنْدَنَا بِمِصْرَ (وَكَذَلِكَ) أَيْ يُكْرَهُ الْغَسْلُ (بِالنُّخَالَةِ) الْمُسْتَخْرَجَةِ مِنْ الْقَمْحِ، وَأَمَّا نُخَالَةُ الشَّعِيرِ فَلَا كَرَاهَةَ فِي الْغَسْلِ بِهَا.اهـ وعليه : فيكره إزالة شعر العانة بالحلاوة ، والحكم فيها للرجال والنساء سواء، والأفضل حلقها كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله أعلم.
والخلاصة يكره إزالة شعر العانة بالحلاوة لما يترتب عليه من الضرر والإيذاء الحاصل بألم النتف ، كما أنه يُرخي الفرج ويبطل منافعه ، كما أنه يكره تنزيهاً استخدام الطعام في إزالة شعر العانة على المعتمد من مذهب السادة المالكية ، والمعروف أن الحلاوة مصنوعة من السكر والماء ، والسكر نوع من أنواع الطعام ، والأفضل حلقها كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله أعلم .