الخطاب الديني ودوره في مسار الثورة الجنوبية
اللواء محمد قاسم بن عليو
الخميس 13 مارس 2014 11:49 صباحاً
كان لرجال الدين الجنوبيين دورهم المؤثر في مسيرة الثورة السلمية الجنوبية التي كانت بدايتها الفعلية في 7/7/2007م مع خروج المتقاعدين العسكريين للاحتشاد في ساحة العروض بخورمكسر في ذكرى اجتياح الجنوب ، إلا أن خلفيات الثورة تعود إلى سنوات سابقة من خلال نشاط وفعاليات عدد من المكونات والشخصيات الجنوبية ولعل أهم هذه الفعاليات لقاء التصالح والتسامح الذي عُقد في مقر جمعية أبناء ردفان في العام 2006م .
ومع تصاعد الثورة السلمية الجنوبية ظهر الخطاب الديني لعددٍ من رجال الدين الجنوبيين بشكل فردي فساهموا مع غيرهم من المناضلين في إبراز القضية الجنوبية.
لقد كانت الثورة الجنوبية في أمس الحاجة لمثل هذا الخطاب المساند للخطاب السياسي حيث كان مهماً وضرورياً للتصدي للخطاب الديني الموجه ضد الجنوبيين من قبل بعض علماء الشمال الذين استغلوا الدين ووظفوه لتبرير غزو الجنوب واحتلاله في العام 1994م فأصدروا الفتاوى الدينية التي تبيح قتل الجنوبيين بحجة الدفاع عن الدين والوحدة ، واستمروا في محاربة المطالب المشروعة لأبناء الجنوب باسم الدين لكن رجال الدين الجنوبيين فنّدوا تلك الفتاوى المضللة وبيّنوا مشروعية وشرعية نضال أبناء الجنوب ضد الظلم وحقهم في استعادة دولتهم كاملة السيادة بعد أن بيّنوا أن الدعوة للجهاد لم تكن سوى أكذوبة لتبرير نهب الجنوب وتقاسم ثرواته بين النافذين .
تعاظم دور رجال الدين الجنوبيين بعد إشهار الهيئة الشرعية الجنوبية في العام 2012م حيث عملت على تنظيم نشاطها في التصدي لعلماء السلطة في صنعاء وحشد أبناء الجنوب وتوجيههم وترشيد نضالهم والوصول إلى الصلح القبلي في عدد من مناطق الجنوب والمضي في ثورتهم إلى الأمام حيث شهدت وتشهد المساجد والساحات في مختلف محافظات الجنوب في المدن والأرياف حشوداً هائلة من المصلين الذين يستمعون إلى خطب الجمعة التي يلقيها أعضاء الهيئة الشرعية الجنوبية ، ثم الخروج في المسيرات والمظاهرات الحاشدة المطالبة بالتحرير والاستقلال ورحيل قوات الاحتلال من الجنوب .
في الأخير أتوجه بخالص التقدير والإجلال لهؤلاء العلماء والخطباء الثائرين الذين حملوا على عاتقهم الدفاع عن قضية الجنوب العادلة في وجه الحملة الدينية الشرسة الموجهة ضده من قبل بعض علماء السلطة في الشمال الذين ينطبق عليهم قول الإمام العلامة محمد متولي الشعراوي طيب الله ثراه حيث وصف علماء السلطة بأنهم ((علماء الفتنة يزينون للحاكم حكمة ويقولون له عاش الحاكم العادل ، وفي قرارت أنفسهم يتمنون له الموت خمس مرات في اليوم عدد فروض الصلاة)).
كما أحث هؤلاء العلماء والخطباء الثائرين بأن يستمروا في الدفاع عن قضية وطنهم الغالي الجنوب وفي حشد وتأجيج روح الثورة لدى أبناء الجنوب بكل ما أوتوا من قوة وليكونوا سنداً ودعماً قوياً لبقية المسارات الثورية في الجنوب سواء المسار الشعبي أو المسار السياسي أو مسار المقاومة المشروعة ، وبإذن الله النصر آتٍ لا محالة .